dimanche 20 août 2017

القنفذ الأملس

القنفد الأملس

قالت هل تحبني حقا
فقلت لها سلي الخمائل تحكى لك عن لوعتي
وسلي الجداول تبوح لك عن لهفتي
قالت هذا دليل لا يكفى
فكل المتيمين تعلقوا بالخمائل والجداول
فناديت على الكروان وقلت له اصدح
فغنى لها ما يسرى فى فؤادي
فقالت إنه يبكى على أنثاه الذى فقد
ألا تراه رافعا رأسه إلى السماء
هات بشاهد غيره إن كنت فعلا تحبني
فقلت لها هذا خنجر
إزرعيه فى صدري
فسيأتيك بالنبإ الصادق
فقالت أنا لا أثق بالخناجر
فهى مشهورة بغدرها ومكرها
فقلت لها سلي النملة وهى تمشى على الأرض
والنحلة وهى تطير بين الأزهار
والنخلة وهى تتمايل فى العلياء
سلي النسمة عند انبعاث الفجر
والنفحة عند مغيب الشمس
والنشوة والنزوة والنخوة
كلها معي فى صفي تشهد أني...وأني...
قالت وأنك... وأنك... أنا لا أرضى بكل ما قدمت من أدلة
فقبلك من أهدى لى قلبه على طبق من ذهب
فاكتشفت أن القلب مسروق مخطوف
وأن المتيم نصاب من قصب
قلبه للشهوات ميال ملهوف
إن الرجال لا يعشقون إلا أنفسهم
كلما ملكوا قلب امرأة
ملوا واهانوا ثم عذبوا وربما قتلوا
قلت لها ليس كل الرجال سواء فى الهوى
وليسوا كلهم سواء فى النوى
قالت علمتني الحياة أن ما فى القنافذ من ذى أملس
فقلت لها أنا قنفذ أملس ضعي يدك على ظهري على صدري على قلبي
ستتيقنين بصدق كلامي
فأنا قنفذ أملس...املس
قالت نحن فى زمان أصبح فيه الشوك وردا
وأصبح فيه الحب خوفا
فهب أنك فعلا قنفذ أملس
فأنا لا أحب القنافذ الملساء
ولا القنافذ بكل طيف أشواكها
دعني يا هذا وحالي
فإني أجد راحتي فى الحب الذى لا يعرض
حامد البشير المكي
 دجنبر 2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire