samedi 19 août 2017

المراهقة ومشاكلها

المراهقة ومشاكلها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توطئة
البيت كما هو معلوم هو الخلية الأساس لبناء المجتمع
إذا صلح صلح المجتمع وإذا فسد فسد المجتمع
وعلى قول الشاعر
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت""" فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ويستحيل استحالة مطلقة أن تنهض أمة منحلة مائعة
كما أن البيت يتأثر بمحيطه ويؤثر فيه
فالمحيط كذلك يتأثر بمحيط أوسع ويِؤثر فيه
ولا يكون التأثير متساويا متوازنا
بل هناك قانون ثان ألا وهو قانون القوة والغلبة
يقول عبد الرحمان بن خلدون فى مقدمته
أن الأمة الغالبة تؤثر فى الأمة المغلوبة 
وأن الأمة المغلوبة تنقل سلوكيات الأمة الغالبة
ونحن نعيش عصر العولمة الذى صاغه الغرب 
حسب تصوره للوجود والحياة
ونحن أصبحنا تبعا له فى كل حركة وسكون
وصدق رسول الله
(لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل 
حتى إدا دخلوا جحر ضب دخلتموه)
والذى يزيد فى الطين بلة هى ظاهرة قيادة البيت بربانين
لكل مقوده وخريطته ووجهته
الزوج فى واد والزوجة فى واد
والأبناء كالشاة القاصية معرضون للضياع
وعندما تقع الواقعة سيما فى مرحلة المراهقة 
التى تعتبر أصعب وأعقد مرحلة فى حياة الإنسان
يكون قد فات الأوان
وما علينا إلا أن نتابع الأحداث المأساوية على مدار الساعة
ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادى
هذه المقالة يطمح أن تلقى بعض الأضواء على المراهقة ومشاكلها
فاعتبروا يا أولى الألباب
000
المراهقة ومشاكلها
التوطئة أعلاه منقولة من الشبكة
الشباب هم أمل الحاضر وكل المستقبل ،
والشباب هم مستقبل الأسرة وهم أملها في مستقبل أفضل
يمر الشباب في مراحل النمو المختلفة 
بالكثير من التغيرات الجسمانية والتفسانية
بداية من مرحلة الطفولة مرورا بمرحلة المراهقة 
التي تنتهي ببلوغه سن الرشد
ومرحلة المراهقة هي فترة انتقالية 
يتوق المراهق من خلال هذه الفترة إلى الاستقلال 
 من والى مرحلة لاحقة 
يصبح فيها شخصا مستقلا يكفي ذاته بذاته
في بلادنا يتراوح سن المراهقة بصورة عامة 
بين الثالثة عشرة ونهاية الثامنة عشرة
ومن أهم مشاكل المراهقة هي حاجة المراهق 
للتحرر من قيود الأسرة
والشعور بالاستقلال الذاتي
وهذه المشكلة هى السبب الرئيس في معظم الصراعات 
التي تحدث بين المراهق وأسرته
ومن أمثلة تلك الصراعات
حرية اختيار الأقران
وأسلوب صرف النقود أو المصروف
ومواعيد الرجوع إلى المنزل في المساء
وطريقة المذاكرة ومشاكل الدروس الخصوصية
وطريقة اختيار الملابس وقص الشعر
واستعمال سيارة الأسرة فى سن مبكر 
وبدون وجود ترخيص القيادة
ومشاكل أخرى
إن كلا من الأسرة والأبناء يجب أن يعترفوا 
بوجود هذه المشاكل الشخصية والإجتماعية
لكي يستطيع الجميع التكيف معها
وان يبذلوا جهدهم ويغيروا سلوكهم ليتجنبوا الصدام
والوصول إلى بر الأمان ليسود الأسرة جو من المحبة والطمأنينة
وتدل الكثير من الدراسات والبحوث التي أجريت 
حول مشكلات المراهقة ومعاناة الشباب
أن أكثرهم يعانون من فجوة الأجيال التي تتسع تدريجيا
والتي يزداد اتساعها يوما بعد يوم ،
بين ما يقومون به من أعمال 
وبين توقعات آبائهم فيما يجب أن يمارسونه فعلا
بما يتفق مع معايير الضبط الأسري
وتشير الدراسات إلى أن 95% من الشباب 
يعانون من مشكلات بالغة التعقيد
يواجهونها عند محاولتهم عبور فجوة الأجيال
التي تفصل بين أفكارهم وأفكار آبائهم
وتدل الدراسات أيضا أن أبرز ثلاثة مشاكل 
التى يعاني منها الشباب في نطاق الأسرة
 بناء على نتائج قياس حاجات التوجيه النفسي 
مرتبة حسب درجة معاناتهم هي :
ّ- صعوبة مناقشة مشكلاتهم مع أولياء أمورهم
- صعوبة إخبار أولياء أمورهم بما
- وجود تباعد كبير بين أفكارهم وأفكار أولياء أمورهم
ومن ثم يلجأ الشباب ،ولاسيما الذين لا يجدون من ينصط إليهم
أو يصغي إليهم لمساعدتهم 
على حل المشكلات التي يعانون منها ،
 
على أمل مساعدتهم في إيجاد حلول مناسبة لها ،
في نطاق جماعة خاصة بهم يكونونها
وتخليصهم من المعاناة التي تؤرقهم بسببها
لذلك نجد كل فرد في سن المراهقة يحرص كل الحرص
 على الانضمام إلى جماعة من الرفاق
تشبع حاجاته التي فشلت الأسرة في أشباعها
إن فترة المراهقة هى من أصعب المراحل التي يمر بها الفرد
لأنه قد يتخبط بين محنة وأخرى أثناء محاولته 
تحديد هويته وتأكيد ذاته بين المحيطين به
والمخالطين له ولا سيما أعضاء أسرته الذين قد يخطئون
في تفسير خصائص نموه العضوي والانفعالي والاجتماعي
وقد يلجأ أفراد الأسرة إلى أساليب غير تربوية في رعاية المراهق
الذي ينشأ بينهم حيث تعمد إلى النقد(السلبي) أواللوم أو التوبيخ ،
أو التهديد والوعيد بسبب سلوكياته التي تبدر منه ولا ترضيهم ،
دون أن يحاول أي منهم مساعدته على تعديلها 
أو تبديلها بما هو أفضل منها ،
مما يتسبب في النيل من كرامته 
وجرح مشاعره وطمس معالم هويته ،
لذلك يجد المراهق سلوكياته دائما مرفوضة في رؤية الآباء ،
بينما يجد سلوكيات أقرانه المماثلة لها مقبولة في رؤية الرفاق ،
مما يجعله يميل إليهم من أجل اكتساب الاعتراف 
بذاته في إطار جماعتهم 
هناك بعض الاساليب النفسية الحديثة 
في التغلب على مشاكل المراهقة..
من أهم أساليب علاج مشاكل المراهقة هو الأسلوب الوقائي
حيث يتمثل في الابتعاد بالمراهق 
عن الملل واللجوء إلى أحلام اليقظة
والانطواء على النفس 
وطغيان الدوافع الجنسية الغريزية
يجب خلق أنشطة توظف من أجل تحقيق 
هذه الأهداف التربوية العامة
من خلال شعوره بالتقدير الاجتماعي 
وتقدير حاجته الدائمة إلى الانتماء إلى الجماعة
وتفهم رغبته في المخاطرة وحب الاستطلاع
كذلك فان الجانب الروحي في حياة المراهق 
موضوع حيوي وخطير
ونجد أن الإسلام وضع لها العلاج الأمثل والحل السليم ،
وما مرحلة المراهقة إلا جزء من تكوين الإنسان 
طفلا ثم مراهقا ثم راشدا ثم كهلا
فالإسلام لم ينظر إلى كل مرحلة 
من هذه المراحل على أنها مشكلة
ولذلك نجد أن مرحلة المراهقة ليست خطيرة 
وليست بالأمر الصعب في نظرالشرع
حيث إذا صلحت أمور الأسرة صلح المجتمع كله
ومن أساليب التربية الإسلامية الوعظ الطيب والإرشاد المؤثر
بالكلمة الصادقة التي تخاطب الوجدان مباشرة
{ قل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة 
وجادلهم بالتي هي أحسن }
على أن يكون الداعية قدوة حسنة في سلوكه
والعقاب ينبغي أن يكون معنويا 
وليس بدنيا بالصورة التي تلحق الضرر البدني أو الألم النفسي
بما أن اختيار الأقران عامل مهم 
في الحفاظ على طاقة الشباب وقيمه
(مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير)
إن علاج مشكلات المراهقة يهدف في النهاية 
إلى علاج نفسي جماعي ،
ويهدف إلى تحقيق التوافق الاجتماعي بين المراهقين
حيث تكون فرصة المناقشة والمعاملة 
دعوة صريحة للتعلم وازدياد الثقة بالنفس
للوصول إلى الصحة النفسية السليمة
وأخيرا فإنه مع إعطاء المزيد من الوقت للابناء 
ومزيد من التفهم والتفاهم والحب والصداقة ،
نستطيع أن نصل إلى الحل ( الناجع) لمشاكل الأولاد
000
حامد البشيرالمكي
 يونيه 2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire