jeudi 17 août 2017

أنا الإنسان

أنا الإنسان 
  
يؤمن الإنسان المسلم بعالم الشهادة وعالم الغيب
ويمر الإنسان حسب التصور الإسلامي من
أربع مراحل وجودية
*الحياة الأزلية ومدتها منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام
إلى بداية تكوين الإنسان فى بطن أمه
*الحياة الدنيوية من المرحلة الجنينية للإنسان فى بطن أمه إلى وفاته
*الحياة البرزخية منذ قبض روحه إلى يوم النشور
*الحياة الأبدية منذ النشور إلى أبد الآبدين بإذن الله إما فى الجنة وإما فى النار
الحياة الدنيا هى دار عمل, وكذلك دار ممر
وهديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا
والتكليف مرفوع على ثلاث: الصبي حتى يبلغ الحلم, والمجنون حتى يعى
والنائم حتى يستيقظ
وتجاوز رب العزة سبحانه وتعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
والإسلام دين يسر لا دين عسر
وباب السماء مفتوح للدعاء
والله يقبل توبة عبده
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا
إنه هو التواب الرحيم

ووظيفة الإنسان فى الحياة الدنيا هى عبادة الله سبحانه
وفق الضوابط الشرعية
على أساس الإخلاص وحسن الإتباع
و للإنسان أربع علاقات
علاقته مع ربه اسلاما وايمانا واحسانا
وعلاقته مع نفسه عملا بالتخلية والتحلية
وعلاقته مع غيره عدلا واحسانا
ثم
 أخيراعلاقته مع بيئته بحسن الإستخلاف وحسن الإستعمار
وهذه العلاقات الأربع تحكمها
عوامل ثلاثة 
عامل الإيمان وعامل الزمان وعامل المكان
عامل الإيمان هو الذى يميز بين المؤمن والكافر والمنافق
فالمؤمن يتحلى بالتقوى والإستقامة والإعتصام
والكافر يتصف بالعصيان والعدوان واشهار المنكر
والمنافق يخفى الكفر ويظهر الإيمان
وعامل الزمان ينقسم إلى ثلاث مراحل: الماضى والحاضر والمستقبل
الماضى يحتوى على سجلات ما قد وقع ويستحيل إرجاعه
والمستقبل يدخل فى الغيبيات ويشتمل على عدة احتمالات
والحاضر هو تقاطع الماضى مع المستقبل
وفيه حركة الأحداث الآنية التى يعاينها الإنسان فى التو
وعامل المكان يفصل بين
ثلاث دوائر
البيت الذى يسكن الإنسان فيه ويحمى فيه أهله
والمدار الحضاري أو القروي الذى يعمل فيه ويتواصل مع مجتمعه
والأمكنة ما وراء المدار التى ينتقل إليها الإنسان استثناء لقضاء بعض أغراضه
وتدخل هذه الأمكنة من المنظور الإسلامي
فى فضاء السفر الذى يجوز فيه قصر الصلاة
رغم الخلاف البسيط بين المذاهب
لا يطمح هذا المقال إلى معالجة كل المفاهيم المذكورة أعلاه
لأن الأمر يحتاج إلى آلاف الصفحات الإلكترونية
ولكن يسعى المقال إلى إلقاء بعض الضوء
على عامل الزمان أو البعد الزماني
أو بالأحرى
كيف يتعامل الإنسان مع الزمان
ولانريد أن نذمج تدبير الوقت فى هذا المقال
فهذا الموضوع له معالجته الخاصة به
ويمكن التوسع فيها لاحقا فى مقال آخر
من الناس من يتعامل مع الزمان عبر مراحله الثلاث
الماضى والحاضر والمستقبل
ومن الناس من يتعامل مع الزمان فى مرحلتين إثنيثين فقط
إما الماضى والحاضر
أو الماضى والمستقبل
أو الحاضر والمستقبل
ومن الناس من يتعامل مع الزمان فى مرحلة واحدة:
إما الماضى فقط
أو الحاضر فقط
أو المستقبل فقط
وللتنبيه أو التذكير من أوجب واجبات المسلم
أن يتعامل مع الزمان عبر كل مراحله الثلاث
وكل الحالات الأخرى هى حالات ناقصة وقد تفسد تصورالإنسان للحياة
وتمنعه من الرؤية الصحيحة للأحداث والظواهر
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
حامد البشير
يوليوز 2009
  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire