jeudi 17 août 2017

لغة الورد

لغة الورد

!الورد...
لا أظن أن هناك نباتا تغنت به 
شعوب حوض الأبيض المتوسط أكثر من الورد
أكيد أن القمح والكلأ احتلا موقعا خطيرا فى حياة الإنسان
الأول على رأس قائمة طعامه الأساسي
والثاني على رأس قائمة علف حيواناته
لكن اهتمام الإنسان بالقمح والكلأ 
كان وما يزال بدافع الضرورة
لأن المسألة تتعلق بالحياة أوالموت
وعبر تاريخ البشرية الضارب فى الزمن
اندلعت حروب طاحنة بين قبائل وشعوب 
من أجل القمح والكلأ
وتأسست مملكات وأمبراطوريات 
على أساس القمح والكلأ
فحاجة الإنسان إلى القمح والكلأ 
مثل حاجته الملحة إلى الهواء والماء
واشتعلت كذلك نيران الحروب 
التى أودت بحياة شعوب وقبائل
من أجل الماء ومنابع الماء
لأن الأمر يتعلق بوجود الإنسان
أن يكون أو لا يكون
لقد انبهر الإنسان وأعجب 
بجمال الكون الذى يعيش فيه
بجمال البيئة الطبيعية التى يعيش فيها
من جمادات وحيوانات ونباتات
جمال الأحجار الكريمة
من زمرد وزبرجد وماس ولؤلؤ ورخام
وجمال الحيوانات
من خيل مسومة وكلاب حراسة وقطط أليفة
وطيور مثل الطاووس والكروان والبلبل
وجمال النباتات
من أشجار مثمرة وغير مثمرة
ومن أزهار كالورد والأقحوان والفل والياسمين
والذى أثار انتباهى
كما أثار من قبلى انتباه الشعراء والتشكيليين
هو الورد ومكانة الورد فى قلب الإنسان
حيث ربطه بأحواله ومناسباته
وخصص له حيزا مهما فى بيته وحديقته
فوددت أن أخصص له هذا المقال
أكيد أن الإنسان يرتاح إلى الأزهارعموما
لأشكالها وألوانها وروائحها
بل ويستعمل بعضها فى طعامه ودواءه وعطره
إنما الورد أخذ حصة الأسد من حيث الإهتمام والعناية والتفضيل
من طرف الإنسان إلى غاية أنه وظفه فى أشعاره وأغانيه
بل وأضفى عليه رمزية ونحت منه لغة خاصة
فكل شكل له دلالة خاصة بمناسبة
وكل تركيبة من أشكال معينة تقرأ كرسالة
 000 
أهدى هذه الباقة من الورد
إلى عشاق الورد

يعشق الورد
لعطره لشكله
أو للونه
أنا يا فاتنتي أحبه
لمناعة فى حصنه
فالورد الجميل بدون شوكه
عشب حقير كغيره
والورد الطليق فى روضه
أبهى من ذاك فى إينائه
بقلم حامد البشير
1967فبراير


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire