vendredi 18 août 2017

أهيم فيك

أهيم فيك

من أجمل وأروع ما غنى
محمد عبد الوهاب
أغار من قلبي إذا هام للقياك
وأنت المنى والروح فكيف أنساك
إني بشوق متى الأيام تجمعنا
يسعد فؤادي بقرب من محياك
الطير يشدو بهمس حين يسمعنا
وجاوب الدمع فى عيني عيناك
أهيم فيك ونار البعد تؤلمني
وقلبي الخفاق بالأشواق ناداك
 000
فتنسمت فضاءها الرومنسي
وقلت لخيالي انطلق
فكانت هذه الأسطورة
  000
كنت دائما أردد هذه الأبيات
قبل أن أستسلم لعالم الأحلام
وأنا كلي أمل أن ألتقى بفاتنتي
أهيم فيك
وأنت أمام عيني
وأهيم فيك
وأنت بين رموشي
وبين جفوني
يا ابنت النور أنت سمائي
وبسماتك نجيمات تنير وجداني
ونسيمات أنفاسك يستحم بها جناني
وذات مساء وأنا أتجول بين النجوم والنيازك
اعترضتني ساحرة شمطاء
لها نتف من الشعر ما زالت على طولها
تلعب بها الرياح
ولها زورق من ريش النعام
وبيدها مجذاف صنعته من مرجان
قالت لي آمرة
إركب يا فتى سأريك العجائب
انطلق الزورق كالبرق الخاطف
يشق طريقه بين النيازك والنجوم
حتى وصل إلى مجرة غريبة
فقالت لي الساحرة
هل سمعت بمجرة الوله؟
أشرت لها بالنفى
ثم سألتني: هل أنت متيم ولهان؟
خفت أن أصارحها فأجبت لا أدري ما الحب
فحملقت فى وزمجرت وقالت
أوتظن أني غبية يا فتى؟
أرى على وجهك أثر الهيام
فمن تكون فاتنتك؟
أهى إنسية أم جنية؟
وهل تبادلك جنونك
أم تشبعك صدودا وهجرانا؟
قلت فى نفسي: يا هذه الشمطاء
من أين أتيتني هذا المساء
لتحرميني النوم الهادئ والأحلام الوردية؟
صاحت بي: أتهزأ بي وأنا أريد خدمتك؟
فما كان لي إلا أن وصفت لها فاتنتي
من أم رأسها حتى أخمص قدميها
فقالت : وما اسمها واسم أمها؟
فرجوت الساحرة أن تعفيني
من الجواب على هذا السؤال
لكنها ألحت وألحت مرارا وتكرارا
حتى اعتقدت أنها ستضربني بمجذافها المرجاني
فقلت لها : إذا جمعت أحرف اسمها مع أحرف اسم أمها
ثم قسمت المجموع على المجموعة الشمسية
وسقيت الحاصل بماء الجنون
وأضفت سبع قطرات من ندي العشق
ووضعت التنور على جميرات الغرام
ستخرج من بين أصابعك فاتنتي
تشع منها الأنوار
وسترين لأول مرة فى حياتك
أيتها الساحرة الرهيبة
آية من الجمال يغار منها الجمال
ولوحة فنية عجزت عن رسمها ريشة الفنان
قالوا وأنشدوا وتغنوا
عن سحر الإبداع فى الحسن والجمال
ولكن لو رأوا فاتنتي لمزقوا أشعارهم
وكسروا لوحاتهم
ففاتنتي فتنت النجوم والنيازك
وتاهت فى حسنها المجرات
وفقدت صوابها الجبال و السهول
والأنهار والبحيرات
فعندما ترينها إياك أن تفقدي
ما تبقى من بصرك أيتها الساحرة
واسأليها برفق عن هويتها
فستبوح لك باسمها لكن لن تبوح باسم أمها
لأن أمها تتجول الآن بين الشموس و المجرات
صاحت الساحرة الشمطاء: عرفت فاتنتك
أتريد أن آتيك بها قبل أن يرتد طرفك
أم تريد أن أقذف بك فى قلبها لتلمس مدى حبها لك؟
لم أترك لعقلى لحظة تفكير
بل انتهزت الفرصة وقلت
إقذفي بي أيتها الساحرة فى عمق قلبها
لا لأعرف مدى حبها
ولكن لأسكن قلبها طول حياتي
أستيقظ وأنام على نبضه
وأستحم بأحمره وأرتوى
فما كان على الساحرة إلا أن أنجزت وعدها
فألقت بي فى عمق قلب فاتنتي
ونادتني قبل أن تبتعد عني
أنت في جوفها يا فتى
فإياك أن تزعج راحتها إن كنت فعلا تحبها
فمنذ ذاك الوقت وأنا سجين قلب فاتنتي
كطائر فى قفص أحمر
أغرد على دقات قلبها
والغريب أنها لا تشعر بي
إلا فى لحظتين أثنتين
مرة عند الصباح إذ تضع يدها على قلبها
مثل الحبلى التى تضع يدها على بطنها
لتتحسس حركات جنينها
وتتساءل فاتنتي ماذا يتحرك داخل قلبها
وأناديها من داخله: أنا يا فاتنتي
ومرة عند المساء كلما أرادت أن تستسلم للنوم
فأحرك جدران قلبها بلين وأنادى
ضعى يدك على صدرك يا فاتنتي
وحاولي أن تلتقى معي فى عالم الأحلام
وذات صباح عندما استيقظت فاتنتي
بعد ليل طويل مليء بالأحلام السعيدة
فتحت عينين كالزمردتين
وأحست أن هناك شئ يدب على خدها الأيسر
إذ أنها تنام دائما على خدها الأيمن
ثم أن هذا الكائن انتقل إلى ثغرها
وأحست أنه وضع قبلة خفيفة على جانب من شفتها السفلى
أرادت أن تقبض عليه بيدها
لتعرف ما هو وما سره
لكنها أحست أنه تسرب عبر أنفها
وتغلغل فى جوفها
وشعرت أنه نفذ إلى عمق قلبها
بهدوء ورفق
وهتف بها هاتف من داخل قلبها يقول
يا ابنة النور إني أحبك
فابتسمت وأجابت
يا ساكن الفؤاد أنا كذلك أحبك
وسمعتها تغنى وتردد
أهيم فيك
وأنت أمام عيني
وأهيم فيك
وأنت بين رموشي
وبين جفوني
يا ابنت النور أنت سمائي
وبسماتك نجيمات تنير وجداني
ونسيمات أنفاسك يستحم بها جناني
فعرفت أنها هى التى بعثت بالساحرة
لتدخلني فى قلبها
حامد البشير
يوميوز 2009
الصورة من جوجل

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire