التواصل
التواصل مع الآخر ضرورة اجتماعية,
لأن الإنسان اجتماعي بطبيعته وفطرته.
فالذكر يحتاج إلى الأنثى والعكس صحيح, ليحصل التناسل,
هذا التناسل الذى يحقق استمرارية الوجود البشري فى هذه
الحياة الدنيا:
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
والله سبحانه وتعالى هو الذى خلق فى جوف ابن آدم,
ذكرا كان
أم أنثى,
الشهوة والرغبة والعشق والمحبة والمودة والرحمة,
ليسكن كليهما إلى الآخر,
وينتج عن هذا الإنجذاب التناكح
والتناسل,
ويتأسس عن هذا التواصل والتقارب البيت الذى يستقبل الأطفال
ويرعاهم ويحرصهم إلى أن يشتد عودهم, وهكذا دواليك.
والإنسان يحتاج كذلك إلى أقاربه لتحصل عصبية الدم,
وتقوى أواصر القرابة, للدفاع عن المصالح المشتركة.
وتتوسع دوائر التواصل وتتعمق إلى أن تشمل
كل الفضاءات
الإجتماعية,
والإقتصادية, والسياسية, والثقافية, وغيرها.
وأكبر دائرة للتواصل هى دائرة الإنسانية التى تشمل
كل سكان
هذا الكوكب الصغير.
وتليها دائرة الملة ومن أهمها الملة الإسلامية
التى أمرها الله أن تكون أمة وسطا:
(وأن هذه أمتكم أمة وسطا,وأنا ربكم
فاعبدون)
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا,
لتكونوا شهداء
على الناس
ويكون الرسول عليكم شهيدا )
وكلما امتدت الجسور التواصلية ونمت
وقويت بين الإنسان
ومحيطه الإجتماعي,
كلما ازداد إحساس الإنسان بالأمن والأمان
والثقة والإطمئنان,
فتتفتق مواهبه, وتتميز إبداعاته, وتشتد قدراته.
ويخضع التواصل لسنة التغيير,
مثله مثل كل ما يتعلق بالإنسان
ويحيط به,
فالثبات لله الواحد القهار.
فخضوع التواصل إلى سنة التغيير معناه أنه يقوى ويضعف,
حسب الدوافع والأغراض التى أدت إلى إنشائه وتفعيله.
( إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ
ما نوى. )
والتواصل فى حكم الأعمال,
ويصدق عليه ما يصدق عليها من
أحكام.
(ما كان لله دام واتصل, وما كان لغير
الله انقطع وانفصل).
وتجد الحكمة المشهورة التالية توظيفها فى هذا المقام:
( أينما توجد مصلحة الناس فثمة شرع الله )
فالتواصل من أجل فعل الخيرات, يباركه الله,
أما التواصل من أجل فعل الموبفات,
فالله يقصمه إن عاجلا أو
آجلا.
ويكون التواصل فى السر والعلانية,
كما يكون تصريحا أو تلميحا.
كما يمكن أن يعبر عنه بأسلوب عنيف,
عند التنازع مثلا
والتخاصم وااتشاجر.
هناك نوع خاص من التواصل يغفل عنه كثير من الناس,
وهو حيوى إلى درجة كبيرة بالنسية للتوازن النفسي
بشرط عدم
الإستغراق فيه,
وإلا أصبحت الحالة مرضية تستوجب العلاج النفساني.
إنه التواصل مع الذات, مع النفس,
التواصل الباطني الذى يجعلك تسمع حديث نفسك,
وكأنها آخر خارج عن كيانك.
تسائلها وتحاورها وتخاطبها.
تشعر بأنك برفقة صديق ينصحك
أو عدو يحاول المكر بك.
حامد البشير المكي
كدنبر 2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire