القنفد الأملس
قالت هل تحبني حقا
فقلت لها سلي الخمائل تحكى لك عن لوعتي
وسلي الجداول تبوح لك عن لهفتي
قالت هذا دليل لا يكفى
فكل المتيمين تعلقوا بالخمائل والجداول
فناديت على الكروان وقلت له اصدح
فغنى لها ما يسرى فى فؤادي
فقالت إنه يبكى على أنثاه الذى فقد
ألا تراه رافعا رأسه إلى السماء
هات بشاهد غيره إن كنت فعلا تحبني
فقلت لها هذا خنجر
إزرعيه فى صدري
فسيأتيك بالنبإ الصادق
فقالت أنا لا أثق بالخناجر
فهى مشهورة بغدرها ومكرها
فقلت لها سلي النملة وهى تمشى على الأرض
والنحلة وهى تطير بين الأزهار
والنخلة وهى تتمايل فى العلياء
سلي النسمة عند انبعاث الفجر
والنفحة عند مغيب الشمس
والنشوة والنزوة والنخوة
كلها معي فى صفي تشهد أني...وأني...
قالت وأنك... وأنك... أنا لا أرضى بكل ما قدمت من أدلة
فقبلك من أهدى لى قلبه على طبق من ذهب
فاكتشفت أن القلب مسروق مخطوف
وأن المتيم نصاب من قصب
قلبه للشهوات ميال ملهوف
إن الرجال لا يعشقون إلا أنفسهم
كلما ملكوا قلب امرأة
ملوا واهانوا ثم عذبوا وربما قتلوا
قلت لها ليس كل الرجال سواء فى الهوى
وليسوا كلهم سواء فى النوى
قالت علمتني الحياة أن ما فى القنافذ من ذى أملس
فقلت لها أنا قنفذ أملس ضعي يدك على ظهري على صدري على
قلبي
ستتيقنين بصدق كلامي
فأنا قنفذ أملس...املس
قالت نحن فى زمان أصبح فيه الشوك وردا
وأصبح فيه الحب خوفا
فهب أنك فعلا قنفذ أملس
فأنا لا أحب القنافذ الملساء
ولا القنافذ بكل طيف أشواكها
دعني يا هذا وحالي
فإني أجد راحتي فى الحب الذى لا يعرض
حامد البشير المكي
دجنبر 2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire