mardi 15 août 2017

الإبداع مفهومه ومجالاته

الإبداع مفهومه ومجالاته

كنت في حوار مع صديق لي منذ أسابيع خلت,حول موضوع الإبداع مفهومه ومجالاته.وصديقي هذا يحمل شهادة دكتوراه فى الأدب العربي 
حصل عليها بامتياز,وأستاذ جامعي لا يشق له غبار,وكاتب فى مجال الفكر والأدب, وميادين أخرى,وله مقالات منشورة في عدة مجلات أدبية وفكرية وغيرهاوله دواوين شعرمنها ما نشر 
وآخر ما زال ينتظردوره مثل الحوليات,كما أن له جمهورا من القراء المعجبينبمقالاته وكتبه ودواوينه.وفوق هذا وذاك, له أطروحات فى علوم اللغة العربية والأدب المقارن.يضاف الى هذه الكفاءات التى يتميز بها صديقي,براعة الإلقاء على المنابر, ورحابة الصدر في التحاور,وقوة التواصل مع الآخر, حيث أن الله حباه بأخلاق حميدةأكسبته القبول عند الناس, الخاصة منهم والعامة.إلا أن صديقي له قناعة راسخة فيما يتعلق بالإبداع,تعريفا ومضمونا ومجالا,فهو يرى أن الإبداع وقف على الشعراء, و حتى لا أكون مبالغا,أخفف وأقول أنه يرى الإبداع الشعري هو أصعب الإبداعاتإذا ما قارناه مع باقى الفنون الأخرىمن نحت ورسم وموسيقى ومسرح وغناء ورقص.هذا وصديقي لايعترف بالآداب والفنون الشعبية 
إذ يضعها في سلة المهملات,ظنا منه أنها من النوع الساقط, وأنها لاترقى إلى الباب العالي,لأنها تستعمل لغة دنيا, بينما الشعر الفصيح يستعمل اللغة العلياوحذار أن تتجرأ وتفتح النقاش مع صديقي 
فى موضوع الإبداع العلمي,فأنت تفتح عليك بابا من أبواب جهنم, 
لأن صديقي لايرى ولا يتصور أن العلوميمكن أن تتمخض على إبداع ما, 
وتصوره هذا, بل وقناعته هذه تنبعمن أن العلوم تخضع إلى مناهج 
وضوابط وقوانين صارمةلا تترك للباحث العلمي أو المهندس المصمم أو التقني المطبق 
أي هامش ولو ضئيل جدا للإبداع.يقول صديقي: 
الإبداع يحتاج أولا إلى موهبة عالية تربطك بأسرار الوجود,
و ثانيا إلى إحساس عميق يجعلك تحس بأغوار كيانك, 
وثالثا إلى فكر ثاقب يصلك بنبض الآخر,ورابعا إلى براعة التعبير تعطيك قدرة على ترجمة هذا وذاك,وخامسا إلى شحنة فائقة من الحرية تسمح لك بالخروج 
على الفراهيدي ومن قبله ومن بعده,وسادسا شخصية مؤثرة وضاغطة تكسبك المال والجاهوالشهرة دون الهرولة وراء مالكيها ومانحيها.أما العلوم فلا تسمح لك بأى من هذه المميزاتوإلا كانت الكارثة على مستوى إنجاز الأعمال العلمية.هب أن عالما في مجال غزو الفضاء,يقول صديقي, يريد أن يبعث سفينة فضائية دون رخصةمن أصحاب القرار, هب أن مهندسا شرع في تخطيط مدينةدون إذن من أولياء الأمر, هب وهب!?ألا ترى أن هذأ الفعل قد يقصيه من الهيأة التى يعمل فيها?بينما الأديب والفنان لايحتاجان إلى إذن ولا رخصةمن أي كان كيف ما كان مركزه.وصديقي لايقيم وزنا كذلك للحرف والمهن والوظائف 
من حيث أنها, حسب زعمه, لاتحظى ولو بحبة خردل من إبداع ,فالصانع عنده مجرد آلة تكرار لنموذج متفق على تنفيذه.وعندما ذكرته بشعراء شهد لهم التاريخ بإبداعهم 
في مجال الفنون والآداب,ولكنهم تميزوا كذلك بإبداعات أخرى فى مجال العلوم والصنائع,شهد لهم صديقي بالإبداع الأدبي والفني وأنكر عليهم إبداعاتهم العلمية,مثل ابتكار الساعة, والأسطورلاب, والإبرة المغناطية,والمنظار, والورق, والمداد, الخ...بقلم حامد البشير المكي13/06/09

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire